مرحبًا أحبائي، رأينا في العدد السابق، الاجتماعات التي يحتاج إليها المؤمنين، كما جاءت نماذجها في العهد الجديد. في هذا العدد سنتكلم عن المبادئ التي تحكم هذه الإجتماعات كما جاءت في كلمة الله.
أولاً: مبدأ رئاسة الرب وسيادته {الرب أولاً }.
يقول الكتاب المقدس في
(مت 18: 20): "لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي (وفي بعض الترجمات تحت اسمي) فهناك أكون في وسطهم".
فماذا يعني أن نجتمع تحت اسم الرب ؟ إنه يعني ببساطة: أن نكون تحت سلطان الرب، فالرب هو المركز، وكل منَّا ينجذب إليه.
فحضور الرب في جماعات القديسين هو حقيقة مؤكدة ونحن نحتاج إلى الإيمان البسيط بها. فكما كان يحضر الرب بين تلاميذه وقت تجسده، كذلك يحضر الآن بلاهوته بشكل روحي بين المؤمنين به. فإن كنّا نؤمن بهذه الحقيقة المؤكدة، وبطريقة عملية، يستحيل أن يوجد عندنا شيء من القلق أو العجلة أو التهجم والتسرع أو المنافسة. إن الاعتراف الكلامي برئاسة المسيح، يختلف كل الاختلاف عن قبول هذه الرئاسة عمليًا. فيبدو أن بعض المؤمنين يعترفون كلاميًا برئاسة المسيح، ومع ذلك ينكرونها عمليًا، بتمسكهم الدكتاتوري في رأيهم وترتيبهم في الاجتماع. كما أنه على جميع الأعضاء التمسك بالرأس (كو 2: 19) أي الإقرار بالمسيح الرأس والخضوع المطلق لسلطانه، ونحن لا نستطيع أن نتحد مع الإخوة والأخوات، إلا عندما نتمسك بالرأس، فعلاقتنا بالرأس هي التي تحدد علاقتنا بالآخرين.
ثانيًا: مبدأ الآخرين أولاً: { أو بناء الآخرين. 1كو 14: 26}
فينبغي أن يكون كل شي في الاجتماع بقصد بناء الآخرين لا أنفسنا .فليست المسألة هي كم نقول، بل هي هل ما نقوله يبني الآخرين أم لا ؟ لا شك أن هذا يحتاج إلى مستوى روحي مرتفع، وتدريب مستمر في حضرة الرب، لنعرف متى وكيف نتكلم، ومتى نصمت.
ثالثًا: مبدأ الإرشاد الإلهي :
العهد الجديد يخلوا من الأنظمة البشرية المصطنعة، أو البرامج الجامدة. ولكن واضح فيه أن الرب يجب أن يُنظَر إليه بأنه حاضر وسط شعبة حين يجتمعوا باسمه، والروح القدس هو من يقود ويرشد المؤمنين في الكنيسة، لأنه يسكن في كل مؤمن، لإظهار مجد الرب وإعلان جماله الفريد. فإن كان الروح القدس غير محزون أو منطفئ في قلوب المؤمنين، بسبب سلوك منحرف، أو عدم طاعة، يكون الاجتماع أقرب إلى أيام السماء.
رابعًا: مبدأ حرية الخدمة: في (1كو 14)
نجد أنه لا يوجد ما يُعرَف بخدمة الشخص الواحد، لأن الله أعطى جميع أعضاء الجسد، المواهب الروحية كما يشاء، لبنيان الجسد (أف 4: 11-12 ؛ 1كو 12: 7). وقد أشار بولس الرسول – بوحي من الروح القدس- إلى حقيقة تنوع الخدمة وسط الكنيسة، بقيادة الروح القدس، مع وجود حرية العبادة تحت اسم الرب، ولكن هذه الحرية ليست فرصة ليفعل كل شخص ما يحلو له (1كو 14: 31) .
خامسًا: مبدأ خدمة الكلمة.
وهي التي يقوم بها الإخوة الذين لديهم خدمة التعليم، وبقيادة روح الله، وفي الإمكان أن يتكلم اثنان أو ثلاثة (1كو 14). هنا يجب ملاحظة التالي:
- يجب أن يكون الكلمة مفهومة : أي تحوي حقائق روحية واضحة مفهومة، تعمل على استنارة أذهان السامعين. قد تأخذ طابع التحريض، التشجيع، التعزية، وأحيانًا التوبيخ، كما يجب أن تقدم بوعي كامل من المتكلم.
- يجب أن تكون الكلمة واضحة: فمهما كانت صفاتها، لا تأتي بفائدة إن لم تقدم بوضوح. والذي لا يستطيع أن يتكلم بوضوح ليفهمه السامعون، عليه أن لا يتكلم في الاجتماع (1كو14: 9)
- يجب أن تكون الكلمة مختصرة، غير مسترسلة، ومهدفة، ولها فائدة.
- يجب أن تكون الكلمة، بإرشاد الروح القدس، حسب الحاجة. بمقدار عيش المؤمن في خوف الرب، بمقدار ما يكون حساسًا لقيادة روح الله (أع 9: 31).
سادسًا: مبدأ اللياقة وحسن الترتيب:
يجب أن يسود النظام الإلهي حسب الوصية:
الله ليس إله تشويش بل إله سلام"، ليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب"(1كو 14: 33).
إن النظام الروحي، وحسن الترتيب، يجعل من الاجتماع ما قصده الرسول بولس، حين شبَّه الكنيسة بجسد بشري يعمل جميع الأعضاء فيه بتوافق وانسجام (1كو 12).
سابعًا: مبدأ الطاعة:
فإذا رغب المؤمنون في إكرام الله وإرضائه، فعليهم أن يخضعوا خضوعًا كاملاً للمبادئ الكتابية. يقول الكتاب المقدس:
"الاستماع (أي الطاعة) أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش" (1صم 15: 22).
ثامنًا: مبدأ العطاء: (1كو 16: 1-2)
ويجب أن يكون العطاء: حسب الطاقة (2كو 8: 12) فكم يصل للرب من دخلي؟ ويكون منتظماً (كو 16: 2)، وليس عن اضطرار (2كو 8: 12)، بل كل مَن يحثه قلبه (خر 25: 2).
يجب أن نعرف كيف ننفق عطايانا. كما يجب على المؤمن أن يكون مُضيفًا للآخرين (عب 13: 2 ؛ 6: 10).
اجتماعات الكنيسة المحلية جزء2