تخطي للذهاب إلى المحتوى

زواج وبيت أفضل

جسد واحد أم فردين
14 يناير 2025 بواسطة
زواج وبيت أفضل
اذهبوا وتلمذوا

جسد واحد أم فردين؟

الذي  اقترح عنوان هذا الدرس، كان مجلة مشهورة بعنوان: "حديقة وبيت أفضل"، فهناك أوجه شبه بين الحديقة والبيت والعائلة.

فالحديقة تحتاج إلى عناية وعمل مضني، لنحافظ على ازدهارها الصحيح، وهكذا الأمر مع الزواج. فالذين هدفهم الرئيسي إنماء حياة عائلية وزواج صحيح وسعيد، ويعملون بنشاط لتحقيق هذا الهدف، سيكون عندهم أفضل نتيجة.

عندما نعير اهتمام بالغ لمشورة الخبير ستأتي النتائج الجيدة. وفي حالة الإنسان- المخلوق على شبه الله ولمسرّته، فإن هذا الخبير هو الخالق ذاته. و"دليل" خليقته هو الكتاب المقدس ذاته. لقد تكوّن الزواج بواسطة الله بعد الخلق مباشرة وذلك لمنفعة الإنسان. لقد قال الله:

 "ليس جيداً أن يكون آدم وحده، فأصنع له معيناً نظيره" (تكوين 18:2).

 هذا لا يعني أن حياة العزوبية لا تكون ناجحة، بل تعني أن الإنسان قد خُلق كائنًا اجتماعيًا للتعاون والمشاركة. فكان الزواج هو الوسيلة الأصلية لتتميم هذه الحاجة، خاصة وأن الله عمل الإنسان ليعيش جنسين، ذكر وأنثى. كان بإمكانه أن يعمل هذا بطريقة مختلفة، كما فعل مع أصناف أخرى.

استطاع الله في الزواج أن يجعل من الرجل والمرأة "جسد واحد" (تكوين24:2)، هذا اصطلاح أعمق مما يستطيع المرء أن يدركه. لقد استعمل الرب يسوع هذا الاصطلاح في تعليقه على جودة الزواج المتين بحسب قصد الله (متى 4:19-6). وأبعد من هذا، فلقد استعمل الزواج كإيضاح ونموذج، بقصد من الله، ليكون درس موضوعي للعلاقة بين الرب يسوع المسيح والكنيسة (أفسس 31:5و32).

لم يُخلق الزوج والزوجة ليكونا "انفراديين" بل ليعملا معًا كفريق. لقد قُصد من وحدة "الجسد الواحد" أن تكون مادية (جنسية)، واجتماعية (مشاركة)، وروحية (شركة مع الله). ويجب أن تمارس هذه العلاقة بانتظام، وبطريقة تجلب معها الفرح المشترك، لخدمة مقاصد الله وخدمة الآخرين، وأن تكون كما يريدك الله . يمكن للحياة الزوجية أن تكون بهذا الشكل بالخضوع لإرادة الله، كما تظهر في الكتاب المقدس. فأصل النقص في الانسجام (في كل حالة تقريباً) مرجعه عصيان الله.

يرفض العالم العلماني نظام الله بطرق كثيرة. بعض السلطات البشرية تشجع أفكارًا مثل إنكار الفروقات بين الجنسين. إنهم يشجعون "المساواة في الزواج"، والمقصود المساواة في الأدوار، وهم بهذا يدمرون النموذج الأصلي للزواج، كما أن البعض يشجع على الاباحية الجنسية، وربما يشجعون فكرة العيش لتغذية المتعة الشخصية. ويعرّفون الله أحيانًا على أنه مزدوج الجنس، أي أن له مزايا كل من الذكر والأنثى. وهكذا يتحدثون عنه على أنه: "هي" إن رغبوا بذلك، بالرغم من شواهد الكتاب التي تشير إلى عكس ذلك.

نحن لا نؤمن أن الزواج يمكن أن يكون ناجحًا في كل اتجاهاته، بدون أن يكون الرب قسمًا جوهريًا فيه، ونعترف بأن لكلمته كل السلطة. فنحن نحافظ على الأولويات بحسب الكتاب المقدس:

أن يكون الله وملكوته أولاً (متى 33:6) إذا أردت بركته.

أن تأخذ الأمور الأبدية أولوية أفضل من الدنيوية (أي الوقت الحاضر) (2 كورنثوس 18:4).

أن تأخذ الروحيات أولوية أفضل من المادية (متى19:6-20).

أن يأخذ الناس أولوية أفضل من الأشياء المادية (مرقس 36:8-37).

إننا نتصرّف عبثاً بالسنوات الثمينة القليلة التي في حوزتنا، عندما نصرف عمرنا في أشياء مثل: السعي لأجل تجميع الماديات، إساءة استعمال الوقت في مشاهدة التلفاز، بدل صرفه سويًا مع العائلة، الاستمرار في استغلال كل الوقت في مسؤوليات العمل، عدم إعطاء الرب والبيت الوقت الكافي، السعي وراء الاستمتاع كمصدر للسعادة.

يمكن أن يكون للزواج أحد أعظم بركات الله إن تعلمنا كيف نعيش معًا بانسجام بحسب إرادة الله. وإلا أصبح عبئًا، ومصدر دائم للمشكلات. ربما نبدأ الزواج بأن نختار الشريك بلا حكمة، وهذا هو الحال في معظم الأحيان. ولكن الرب- وبحق- دُعي "الإله الشافي." يمكنه أن يعمل من أخطائنا شيئًا صالحًا. يمكنه أن يعطي

 "جمالاً بدل الرماد" (إشعياء 3:61).

يُتبع



زواج وبيت أفضل
اذهبوا وتلمذوا 14 يناير 2025
علامات التصنيف