"تاخد كام وتبطل كلام"، جملة قرأتها، على ظهر وسيلة مواصلات في مصر، وفيها يعرض سائقها على الشخص الكثير الكلام، ويخبره كم يحتاج من المال ليسكت!
تذكرت ما قاله أيوب قديمًا، في الكتاب المقدس، عندما طلب هذا الأمر من أصدقائه
"لَيْتَكُمْ تَصْمُتُونَ صَمْتاً. يَكُونُ ذَلِكَ لَكُمْ حِكْمَةً" (أيوب 13: 5).
إن الإنسان الطبيعي قد يتحدث نحو 50000 كلمة يوميًا، فما بالك بالإنسان الثرثار (كثير الكلام)؟
يعلمنا الكتاب المقدس أن
"كثرة الكلام لا تخلوا من المعصية" (أمثال 10: 19).
لذلك من المهم أن نحسن مقدرتنا على الاستماع الجيد، وأن نتجنب الاستنتاج المبكر، والاندفاع في اصدار الأحكام، ويكون الرد في وقته.
لكني، أؤكد لك عزيزي، أنه ليس من المطلوب دائمًا الصمت، فقد يكون للصمت أحيانًا ضررًا كبيرًا. ليتنا نتعلم من الرب يسوع في حياته، متى التكلم ومتى السكوت (متى 26: 63 ؛ يوحنا 18: 22و23).
من الحماقة أن نسكت حينما يكون من المهم أن نتكلم، والعكس صحيح. لذلك يقول الكتاب:
"للسكوت وقت، وللتكلم وقت" (جامعة 3: 27).
يجب أن نتكلم عندما نعلم أن كلامنا يُسمَع للفهم لا للجدال، ونصمت عندما نعلم أن كلامنا يُسمَع للجدال لا للفهم.
متى أصمت
في الحزن، والحيرة، والضيق قد يكون الصمت مفيد
"صمت لا أفتح فمي، لأنك أنت فعلت" (مزمور 39: 9).في أوقات التجارب وبطش العدو
"الرب يقاتل عنكم، وأنتم تصمتون" (خروج 14: 14)في عرش النعمة
"بل هدأت وسكت نفسي كفطيم نحو أمه" (مزمور 131: 2)في أثناء تأدية المهام الكبيرة
"والرجل يتفرس فيها صامتًا ليعلم، هل أنجح الرب طريقه أم لا" (تكوين 24: 21).أثناء فعل الخير
"فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق" (متى 6: 2).
نطلب معونة من الرب، ليساعدنا بالتحلي بهذه الفضيلة، فنعرف متى يكون الكلام، ومتى يكون السكوت. آمين.
للسُّكوت وقتٌ