تخطي للذهاب إلى المحتوى

الشهادة والخدمة المسيحية جزء 2

30 يناير 2025 بواسطة
الشهادة والخدمة المسيحية جزء 2
اذهبوا وتلمذوا

أحبائي، رأينا في العدد السابق، ملخص لنموذج "مدخل خدمة الإنسان"، وهو ما يُعبَّر عنه اختصارًا  بالـ 5-H (خمسة جوانب في تقديم الخدمة للناس).

ولنعطي بعض الأفكار على كل جانب على حدة :

أولاً:  Heart

وهو ما يختص بخدمة الإنسان روحيًا، من خلال تقديم رسالة الإنجيل، وهي الناحية الأهم في حياة الإنسان، بالإضافة لباقي الخدمة الروحية المسيحية. وهنا لدينا بعض الملاحظات، منها:

  1. إن  تقديم رسالة الإنجيل، يحتاج إلى اعتماد أسلوب المناقشة والحوار، إن أمكن. نعم يستخدم الله العظات المنبرية،  ولكن بسبب الظلمة الفكرية والثقافية، والاعتياد الموجود في المجتمع، نحتاج أن نسأل أسئلة، لمعرفة كيف يفكر الشخص في الحقائق الكتابية، ويستحسن أسئلة مفتوحة، لاستمرار الحوار.
  2. إن رسالة الإنجيل (الدعوة للإيمان والتوبة)، غنية بما يكفي، لتُقدَّم في ثوب منطقي وفعال يأسر الفكر والقلب.
  3. يمكن أن تُقدَّم رسالة الإنجيل، من خلال مجموعات تلمذة، أو عمل فردي.
  4. يمكن قراءة بعض الكتب، لتساعد في هذا المجال، مثل كتاب العمل الفردي للكاتب توري، ربح النفوس بأسلوب الكتاب للكاتب وليم ماكدونالد، وغيرها من الكتب الأخرى، التي تعتمد على كلمة الله – الكتاب المقدس، في طرح موضوعاتها.
  5. إن جوهر المسيحية، هو عمل الله في قلب الإنسان، الذي هو نبع حياته وشخصيته الداخلية (روحه). وكلمة الله تعلمنا أن القلب فاسد، يحتاج للتغيير، بقوة كلمة الله والروح القدس، فيُخلَق من جديد.
  6.  دمج الصلاة بالفهم ضروري في هذا السياق. 

ثانيًا: Head

ويمكن أن نطلق على هذا الجانب من خدمة الانسان: جانب الفكر. الكنيسة تحتاج أن تهتم بالنمو الفكري للإنسان. والفكر لا يُبنى إلا من خلال القراءة، والدراسة، والاطلاع. ولهذا وجب عمل مكتبة للقراءة في كل كنيسة محلية، ونشر ثقافة الوعي والاطلاع، وبذل المجهود في ذلك، والدفع ناحية القراءة باستمرار ((فتشوا الكتب)).

كما أن هناك أمثلة للأنشطة التعليمية، مثل فصول محو الأمية، وهناك هيئات مسيحية متخصصة في هذا المجال، وأيضًا مناهج تختص بتعليم الأميين، الذين يكثرون في مجتمعاتنا، ومساعدة حتى الأشخاص الحاصلين على تعليم معين، في تطوير أفكارهم وثقافتهم، والاهتمام بتعليم مبادئ اللغة والرياضيات والكمبيوتر، فهذا يساعد في البناء الفكري للإنسان .

ثالثًا : Health

وهو الاهتمام بالجانب الصحي. ولا يخفى على أحد، أهمية هذا الجانب والإحتياج العميق في مجتمعاتنا لهذا الأمر.

بالتأكيد ليس المطلوب من الكنيسة عمل وزارة للصحة، لكن لا يصح أبدًا أن لا تساعد روادها في هذا المجال. والسبب في الضرورة لهذا الأمر، هو عدم اتباع نظام حياة صحي، وبسبب الفقر أيضًا. فاحتاج الناس إلى المساعدة في تقديم التحاليل اللازمة، وتوفير بعض الأدوية، مع التوعية الصحية السليمة. بشكل عملي يمكن ترتيب بعض القوافل الطبية للناس من وقت لآخر، توفير بعض الأدوات الطبية بقدر الإمكان في الكنيسة، مثل أجهزة قياس الضغط والسكر، والأكسجين. ويمكن لخريجي كليات الطب والصيدلة والمعاهد الطبية والتمريض،  التنسيق فيما بينهم، لكل كنيسة أو مجموعة من الكنائس. ويمكن تبليغ الجهات المسئولة، وأخذ الموافقة، إذا كان هذا مطلوب، وإذا اقتضت الضرورة لذلك. كما يمكن عمل أيام للتوعية الطبية، والتدريب على الإسعافات الأولية، للمساعدة في رفع الوعي بأهمية اتباع نظام حياة صحي. يمكن أيضًا لعيادات الأطباء المسيحيين المؤمنين، الاستعانة بمساعدين وإداريين مؤمنين، للمساهمة في وصول خدمة الإنجيل للآخرين. وفي حالة وجود شاشة للعرض في مكان انتظار المرضى، يمكن عرض ترانيم مسيحية، الكتاب المقدس المسموع، أو أي نوع من الميديا المسيحية التي ترتكز على الكتاب المقدس، لخدمة الناس، والمساعدة في توصيل رسالة الإنجيل، طبعًا  بما لا يعرقل حضور أي أحد من المرضى من أي ثقافة أخرى، وبشكل لائق، لا يعادي أحد، ولا يستفز آخرين.

رابعًا: Hand

وهو الجانب المختص بخدمة الإنسان من ناحية مساعدته في الدخل، لتوفير احتياجات معيشته، كما يمكن ذلك بطرق كثيرة، مثل مساعدته في تعلم بعض الحرف والمهارات المختلفة بقدر الإمكان. وهناك بعض الهيئات المسيحية المعروفة، توفر تدريبات متنوعة للرجال، السيدات، الشبان، والشابات، في هذا الشأن.

خامسًا: Home

وهي خدمة الإنسان من ناحية بيئته التي يسكن فيها.

فهناك العديد من الناس، تنقصهم الحاجات الضرورية في أماكن معيشتهم، الإضاءة المناسبة مثلاً، في بعض بيوت القرى. المساعدة في عمل حمامات مناسبة، أسرّة، أسقف للبيوت، وغيرها. وهناك هيئات، ورجال أعمال، يساعدون في ذلك أيضًا، وهذا مؤثر جدًا في مساعدة الناس.

إن الخدمة المسيحية تستحق أن تُقدّم لكل إنسان، فالاهتمام بخلاص الإنسان، هو الأمر الضروري، كما أن مساعدة الشخص في الجوانب الحياتية الأخرى، لهو أمر ضروري أيضًا، وهو الترجمة الواقعية للمحبة المسيحية الحقيقية.

لكي نحضر كل إنسان كاملاً في المسيح يسوع (كو١: ٢٨).

الشهادة والخدمة المسيحية جزء 2
اذهبوا وتلمذوا 30 يناير 2025