تخطي للذهاب إلى المحتوى

اجتماعات الكنيسة المحلية

إحدى الخصائص البارزة للكنيسة هي أن تجتمع
14 يناير 2025 بواسطة
اجتماعات الكنيسة المحلية
إبراهيم زكريا

إن إحدى الخصائص البارزة للكنيسة، هي أنها تجتمع. لقد أوصى الله  بني إسرائيل - في العهد القديم - بالاجتماع ( مز 25: 8 و22).  وهم يُدعَون بـ "الجماعة" في مواضع عدة في الكتاب المقدس، ولأنهم دُعوا بالجماعة، فإن ذلك يعني أن عليهم أن يجتمعوا معًا.

وفي العهد الجديد، كلمة "كنيسة " في أصلها اليوناني هي "ايكليسيا"، وهي من جزئين، "إيك" تعني: "أن نخرج"،  بينما "كليسيا" تعني: "أن نجتمع أو نحتشد"، وهكذا فإن "إيكليسيا"، تعني: "اجتماع أولئك الذين تمت دعوتهم".

يعطي الكتاب المقدس وصايا محددة، بالإضافة إلى أمثلة واضحة، لاجتماع المؤمنين معًا. لقد اجتمع الرب يسوع كثيرًا مع تلاميذه، أثناء تجسده على الأرض. لقد اجتمع معهم:

  • على الجبل ( مت 5: 1)
  • في البرية ( مر 6: 32- 34)
  • في البيت (مر 2: 1-2)
  • عند شاطئ البحر (مر 4: 1)
  • وبعد قيامته ظهر في وسط اجتماعهم (يو 20: 19و 26؛ أع 1: 4).

الاجتماعات التي يحتاج إليها المؤمنون في العهد الجديد، كما ذكرها الكتاب المقدس:

  1. اجتماع الصلاة (أع 4: 31 ). فاجتماع الصلاة :هو مقياس الحرارة  الحقيقي لحالة الكنيسة الروحية.
  2. اجتماع التعليم (أع 11: 26). "فحدث أنهما اجتمعا (برنابا وشاول) في الكنيسة سنه كاملة وعلَّما جمعًا غفيرًا. ودعي التلاميذ "مسيحيين" في أنطاكيا أولاً.
  3. اجتماع التبشير (أع 14: 27 ؛ أع2: 14- 41 ؛ أع 10 : 34- 43). في مثل هذه الاجتماعات يقوم المبشرون الموجودون بالمناداة بالإنجيل، وتقديم رسالة الخلاص، كما فعل بطرس في (أع2؛ أع10)، واستيفانوس في (أع 7). وفيلبس المبشر في (أع 8)، وبولس في (أع 13: 17- 41؛ أع 17: 22-31). غير أنه يوجد فرق بين مواهب التبشير الخاصة كعطايا المسيح لكنيسته، وبين الشهادة، التي هي امتياز ومسؤولية جميع المؤمنين .
  4. اجتماع الشيوخ (أع 15: 6). أو الاجتماع التدبيري. وهذه الاجتماعات مسؤولية الذين يدبرون ويرعون رعية الله، داخل كل كنيسة محلية، والذين تتوفر فيهم المؤهلات المدوّنة في (1تي  3: 1-7 ؛ تي 1: 5-9 ؛ 1بط 5: 1-3). هذا الاجتماع الخاص، يعمل فيه الشيوخ على معالجة ومناقشة نمو كنيستهم المحلية، وكيفية تدريب الأعضاء على النمو والخدمة، ويتم ذلك مقترنًا بالصلاة معًا، وطلب إرشادات كلمة الله في الموضوع المطلوب.
  5. اجتماع دراسة الكتاب (أع 15: 30). والهدف منه قراءة ودراسة وفهم الكتاب المقدس. وهكذا حرّض بولس تيموثاوس: "أعكف على القراءة"، والمقصود هنا هو القراءة الجهرية لكلمة الله في اجتماعات الكنيسة (1تي 4: 13).
  6. اجتماع كسر الخبر (أع 20: 7). وهذا الاجتماع في أول كل أسبوع، أي يوم الأحد من كل أسبوع.
  7.  اجتماع التأديب الكنسي  (1كو 5: 4). وهو لاتخاذ اجراء مناسب حيال الشخص الذي ارتكب خطية، ولم يقدم توبة عنها.

نموذج الاجتماعات الكتابية، كما هو واضح في العهد الجديد:-

  1. هذه الاجتماعات تكونت من مجموعات من المؤمنين، حيث يُعترَف بالمسيح كالرب والسيد (1كو 1: 2) فالمسيح كان مركز الاجتماع (مت 18 : 20)، وليس فقط الكنيسة العامة كمجموع، ولكن على كل اجتماع محلي للمؤمنين ( رؤيا 1: 12و 13و20 ؛ أفسس 1: 22 و 23).
  2. كل اجتماع محلي عندما كان يُعقَد، هو اجتماع مستقل في قيادته، ومسؤول مسؤولية مباشرة أمام الرب وحده، في نظامه وممارسته، وتدبيره وقيادته وإمتداده، بقيادة الشيوخ الذين أقامهم الروح القدس فيه (أعمال 20: 28). كما نجد في (رؤيا 2و3) أن الرب يسوع هو في وسط المناير، وهو مَن يوجِّه الكنائس المحلية بنفسه. لم يوكل كنيسة على أخرى، ولا كنيسة على مجموعة من الكنائس الأخرى. فكل كنيسة محلية يوجد بها الرب الرأس، والروح القدس القائد والمعلم لها، من خلال المواهب الروحية، والكتاب المقدس هو الدستور لها، فوجود الرب وسط كل اجتماع يجعل كل كنيسة محلية مسؤولة أمام الرب رأسها، فإذا أحسنت كنيسة التصرف لها المكافأة منه، وإذا أساءت التصرف هو وحده يحاسبها.
  3. كل مؤمن في الاجتماع، كان يُنظر إلية ككاهن لله، وله حرية ممارسة هذا الكهنوت تحت قيادة الروح القدس، الإخوة بصوت مسموع والأخوات في سكوت (1كورنثوس 14: 26و34 ؛ 1تيموثاوس 2: 8 ؛ 1بطرس 2: 9 ؛  رؤيا 1: 6).
  4. كل اجتماع أُعطي الحرية لممارسة كل موهبة روحية، مُنحَت من الرب لأعضاء جسده (أفسس 4: 12 ؛ 1كورنثوس 12: 8 – 10 ؛ 1كورنثوس 14: 24).
  5. كل اجتماع كان فيه السلطة النهائية لكلمة الله، فليس هناك اجتماع وقف أو(مخصص)، على حق معين، على حساب الحقائق الأخرى، فكان شعار الكنيسة الأولى: "كل الحق، لكل شعب الله"، ولم يكن هناك تعبير: "هذا الأمر غير جوهري"، حين يتصل الأمر بالوحي الإلهي (أعمال 20: 32 ؛ 2تسالونيكي 3: 16و17).
  6. هذه الاجتماعات لم تكن مُقسمّة إلى عدد من الطوائف، كما نرى اليوم في المسيحية، فلقد كان كل اجتماع يتكون من المؤمنين الحقيقيين فقط، وينتمي إلى الرب مباشرة، ويسمّى بالمنطقة الجغرافية المتواجد بها، مثل كنيسة الله التي في أفسس، كورنثوس، ...
  7. رحبت كل الاجتماعات، وبكل سرور، بكل المؤمنين، الذين كانوا أصحّاء في التعليم والسلوك (رومية15: 7).

هذه الاجتماعات كانت أماكن يتدرب فيها المؤمنين على التلمذة، الخدمة، والإرسالية (أفسس 4: 12-15).

نصلي للرب أن تكون هذه المبادئ أمام أعيننا دائمًا ونطيعها، فيبارك الرب اجتماعاتنا، وتكون بركة للنفوس الكثيرة.

يتبع


اجتماعات الكنيسة المحلية
إبراهيم زكريا 14 يناير 2025