قرأنا في العدد الأول، عن الكنيسة النابضة، والمعنى الحقيقي للكنيسة المحلية، والتي تعني: جماعة المؤمنين الذين يجتمعون معًا، للصلاة والعبادة، ودراسة كلمة الله، وممارسة الفرائض الكتابية.قرأنا في العدد الأول، عن الكنيسة النابضة، والمعنى الحقيقي للكنيسة المحلية، والتي تعني: جماعة المؤمنين الذين يجتمعون معًا، للصلاة والعبادة، ودراسة كلمة الله، وممارسة الفرائض الكتابية.
و نحن نعيش فى زمن صعب، ووقت مشحون بكل ما هو سلبى، حيث رسائل متنوعة يرسلها عدو الخير ، لكي يضعف من قدرة الكنيسة على مواجهة اى صعوبات، مما يؤثر على الحياة الروحية للأفراد، وهذا يؤدى إلى تفشيل المسيرة الروحية، والوقوع في فخاخ كثيرة، ينصبها عدو كل خير (الشيطان).
لكن ثمة سؤال هنا، هل يقف كل عضو في جسد المسيح، موقف المتفرج؟ وهل يمكنه مواجهة تلك التحديات، أم يستسلم ويفشل؟
على صفحات الكتاب المقدس، نرى العديد من الأشخاص، الذين دخلوا في تجارب، وتحديات صعبة، تشبه ما نعيشه اليوم.
لذلك دعونا نتعلم من هذه المواقف، وسنأخذ مثال لذلك ما جاء في (1 صموئيل 3).
دعوة صموئيل
“وقَبْلَ أَنْ يَنْطَفِئَ سِرَاجُ اللَّهِ, وَصَمُوئِيلُ مُضْطَجِعٌ فِي هَيْكَلِ الرَّبِّ الَّذِي فِيهِ تَابُوتُ اللَّهِ, 4أَنَّ الرَّبَّ دَعَا صَمُوئِيلَ, فَقَالَ: «هَئَنَذَا»، فَجَاءَ الرَّبُّ وَوَقَفَ وَدَعَا كَالْمَرَّاتِ الأُوَلِ: «صَمُوئِيلُ صَمُوئِيلُ». فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ». (1 صموئيل 3 : 3و4و10)
لقد دعا الرب صموئيل، وهو بعد صبي صغير، وبالتحديد عندما كان عالى الكاهن فى وضع لا يليق بشخص مسؤول في خدمة الرب
"فَلِمَاذَا تَدُوسُونَ ذَبِيحَتِي وَتَقْدِمَتِي الَّتِي أَمَرْتُ بِهَا فِي الْمَسْكَنِ, وَتُكْرِمُ بَنِيكَ عَلَيَّ لِتُسَمِّنُوا أَنْفُسَكُمْ بِأَوَائِلِ كُلِّ تَقْدِمَاتِ إِسْرَائِيلَ شَعْبِي؟" (1 صموئيل 2 :29).،
فماذا كانت خبرات صموئيل في الخدمة، وهو موجود مع عالى الكاهن ؟
1. ليس لديه الخبرة الكافية فى إدارة بيت الرب، وأيضًا فى تمييز صوت الرب، لكنّه تدرب على سماع صوت الرب فيما بعد، واكتسب الخبرة التي تُمكّنه من ذلك. لم يتكاسل بحجة عدم وجود خبرات. فلو فعل صموئيل هذا، لما أصبح هذا النبى العظيم بعد ذلك.
2. كان بمفرده، متغرب عن أسرته، وهو بعد في سن صغير، فلم يكن له معين، يساعده على مواصلة الحياة. لكن كان الرب معه في كل وقت (1صم 18:2). وفي واقعنا، هل نقص الإمكانات، ووجود الشخص في بلد غريبة، بعيدًا عن العائلة، بسبب العمل أو الدراسة،... يمنعه من مواصلة الرسالة، التي أوجدها الرب لأجلها؟
3. صموئيل لم يواجه هذه الظروف الشخصية فقط، بل كانت الظروف والحالة الروحية، سيئة للغاية. تُرى ماذا كان على صموئيل أن يفعل؟ هل فعل مثل من حوله، وشارك في الخطية والعصيان؟ لا، لقد واجه هذه الاخفاقات ليس بمفرده، لكنه كان يضع الرب أمامه دائمًا.
4. لم يكن أمام صموئيل المرشد، والقدوة الحسنة، فيتعلم منه مخافة الرب، بل كان يعيش في جو فساد روحي، حتى أن ابنَيّ عالي الكاهن نفسه، كانا يصنعان الشر في الهيكل، وأصبحا عثرة للشعب. لكن صموئيل شق طريقه بين كل هذا الفساد، واستمر في خدمة الرب وطاعته، فأكرمه الرب. ربما نرى اليوم الكثير من التغيرات التي تحدث في مجتمعنا الكنسي والروحي، والذي يكون له التأثير السلبي على الآخرين، لكن يبقى الرب وحده الثابت الذي لا يتغير، فلا تنظر إلى المتغير، وتترك الثابت، فتفقد رسالتك، وتضعف خدمتك. لا تعلق نظرك على عيوب الآخرين، ولا تدع هذه الأمور تضعف حياتك، صل إلى الرب لأجلهم، ولكي يحفظك الرب من الوقوع في نفس الفخ.
5. لم يكن للشعب علاقة بالرب، في ذلك الوقت، لذلك انعدمت الرؤيا، وكانت كلمة الرب عزيزة في تلك الأيام، فلم يعد الرب يتكلم أو يتراءى لهم، بسبب شرورهم، ورفضهم للرب. أما صموئيل لم يهتم بخطايا الآخرين، ولم يشترك فيها، لقد كان يخدم الرب بأمانة، لذلك أعلن الرب له في رؤيا خاصة، ما ينوي فعله مع عالي الكاهن وأولاده. وكبر صموئيل وكان الرب معه، وعرف الشعب أن الرب ائتمنه نبيًا، وأصبح له إعتبار لدى كل إسرائيل.
عزيزى، ألا يؤكد هذا أن الأمانة فى الخدمة، والحياة مع الرب، لا ترتبط بالظروف التي من حولنا، ولا بكم الفساد المحيط بنا؟ لكنه يرتبط بتوجه القلب، وطاعة الرب.
6. نرى هنا جانب آخر خطير، ومنحنى روحى يقود إلى الضعف، عندما بدأ الشعب يحيد ويتحول عن عبادة الرب، إذ لم يكن فى وسطهم تابوت الرب، فلقد زال المجد من وسطهم، لذلك تمت كسرتهم وهزيمتهم. ولم يدرك الشعب أن خطاياهم هى سبب الكسرة. فما فائدة وجود التابوت فى وسطهم، والرب لا يوجد أمامهم. فظن الشعب أن وجود التابوت يدعمهم وينتصروا، فأرادوا أن يأتوا به من شيلوه، ودخلوا حربًا أيضًا، لكنهم أنكسروا.
كل هذا كان يراقبه صموئيل، ويفكر فى حلول، كيف يرجع الشعب للرب مرة أخرى، وفى وسط هذه الأحداث المؤلمة، إذ بالشعب يطلب من صموئيل أن يتخلى الرب عن قيادتهم، ويصيروا مثل باقى الشعوب وطلبوا ملكاً يملك عليهم.
هل يوجد فساد مثل هذا وأجواء يعيشها خادم مبتدئ مثل هذا ؟ فمن السهل أن ينقاد وراء هذه الأفكار، كما سار الشعب إلا أنه كان يرى أن الإنقاذ هو بالرجوع الرب، والعلاج الذي لجأ إليه هو:
- كان يصلى بسجود ويخدم الرب بأمانة بقلب ودافع مقدس.
- كان الرب هدفه الوحيد.
- لم يخضع ويستسلم للمفشلات، والتي كانت من حوله كافية بأن يصبح مثل الآخرين.
- لم يخفي أى حقيقة أعلنها الرب له، وكان يواجه بصراحه وحزم.
التحديات المعاصرة والكنيسة