تخطي للذهاب إلى المحتوى

استفانوس

صوت الحق في وجه الظلم
10 مارس 2025 بواسطة
استفانوس
اذهبوا وتلمذوا

استفانوس هو أحد الشخصيات العظيمة في الكنيسة الأولى، وأول شهيد في تاريخ المسيحية. كان رجلاً ممتلئًا بالإيمان والروح القدس، وقد اختير ضمن السبعة رجال ليكون مسؤولاً عن خدمة المحتاجين في الكنيسة الأولى، مما يعكس نقاء قلبه في المحبة والعطاء.

لم يكن استفانوس مجرد خادم صالح فحسب، بل كان كارزًا قويًا بالحكمة والنعمة، يجاهر بالحق دون خوف. واجه معارضة شديدة من القادة اليهود الذين لم يحتملوا شهادته عن الرب يسوع المسيح. لقد قاموا بتلفيق تُهم ضده، وجرّوه إلى المجمع ليحاكموه. لكن بدلاً من الدفاع عن نفسه، ألقى خطابًا ناريًا، استعرض فيه تاريخ الخلاص، موجِّهًا اللوم للقادة الذين قاوموا عمل الله عبر الأجيال.

إذ اشتد غضبهم عليه، سحبوه خارج المدينة ورجموه، لكنه لم يواجههم بالغضب، بل اقتدى بمعلمه الرب يسوع. فكما غفر المسيح لصالبيه، وهو معلق على الصليب 

قائلاً: "يَا أَبَتَاهُ، ٱغْفِرْ لَهُمْ، لِأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ" (لوقا 23: 34)

كذلك رفع استفانوس عينيه إلى السماء،

 "فرأى مجد الله ويسوع قائمًا عن يمين الله" (أعمال 7: 55)، ثم صلّى قائلًا: "يَا رَبُّ، لَا تَقِمْ لَهُمْ هَذِهِ ٱلْخَطِيَّةَ" (أعمال 7: 60)،

 مسامحًا قاتليه بكل محبة.

ومن بين الحشود التي شهدت استشهاده كان شاول الطرسوسي، الذي كان يضطهد الكنيسة بعنف، لكنّه فيما بعد اختبر تحولاً جذريًا، عندما ظهر له المسيح في الطريق إلى دمشق، 

وقال له: "شَاوُلُ، شَاوُلُ، لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟" (أعمال 9: 4).

 أصبح شاول لاحقًا الرسول بولس، أحد أعظم الكارزين بالمسيح، مما يثبت أن نعمة الله قادرة على تغيير حتى أشد المقاومين له، وأن دماء الشهداء ليست هباءً، بل هي مثل البذار، والتي وإن ماتت لكنها أتت بثمر كثير، فساعدت في نمو وانتشار الكنيسة، التي أسسها الرب يسوع المسيح على صخرة الإيمان. آمين

 

استفانوس
اذهبوا وتلمذوا 10 مارس 2025