تخطي للذهاب إلى المحتوى

زواج وبيت أفضل جزء 2

30 يناير 2025 بواسطة
زواج وبيت أفضل جزء 2
اذهبوا وتلمذوا

فهم الحب الحقيقي في الزواج

لقد كان الحب، الموضوع الرئيسي في الكثير من الروايات الشهيرة، الأفلام، الأغاني، والحديث اليومي للناس. على أي حال، فالظاهر، معظم الناس تخلصوا من  التعريف الكامل للموضوع، أو ممارسته بالطريقة الصحيحة. إنه يُعتبر من المؤهلات الأكثر أهمية في الزواج الثابت. ويظهر أن الحب يكون مشوهاً عندما يكون الزواج مضطرباً. لقد قال أحد الكُتّاب مرة: "إن طريق الحب الصادق لا تكون دائمًا سهلة".

هل الحب مجرد شعور رومانسي؟ أو هل هو مجرد كلمة أخرى للعلاقة الجنسية؟ وهل يجب أن نوجهه لتلبية أي مطلب أو شهوة تفرض من الغير؟ (إذا كنت تحبني فاستعمل ما أريد). هل هدفه الرئيسي إرضاء الذات؟ هل كلمة الحب تعني نفس الشيء في كل استعمالاتها؟ هل نحب الله، ونحب أفراد عائلتنا، نحب بعض الأطعمة بنفس الطريقة، لأننا نستعمل نفس الكلمة؟ وبمعنى أدقّ ما هو المعنى المدوّن في (أفسس 25:5) عندما يقول: "أيها الرجال أحبوا نساءكم"؟

لقد اُستُعمل في العهد الجديد باللغة اليونانية، كلمات متعددة تقصد معاني مختلفة. لكننا في اللغة العربية، ولغات أخرى، نقوم باستعمال نفس الكلمة (حب أو محبة) لجميع المعاني. فكلمة Eros  التي منها يُشتق مصطلح "غَرام"، تعني محبة جسدية. أما Phileo التي منها أتى اسم المدينة فيلادلفيا، تعني محبة أخوية. كذلك  Agape التي تعني تضحية أو محبة بذل الذات. ليس لدينا اصطلاح للمقارنة به.

تستعمل كلمة محبة في معظم الأحيان في الكتاب المقدس كفعل، أي أنها شيء تفعله، وليس شيئاً تشعر به.

يختلف الرجل والمرأة فيما بينهما عند تفسير الحب في الزواج. يكون هذا التفكير نابع من الاختلافات في ميولهم الطبيعية. يرى الأزواج المحبة بالمجهود الذي يبذل لإرضائهم، مثل طبخ الوجبات التي يحبونها، الحفاظ على بيت منظَّم ونظيف، الابتعاد عن الجدل (الإلحاح)، والشكوى المستمرة، وبدل ذلك التعاون، يرغب منها في تقديره، واحترام أسرته. أما من جهة الزوجات يرغبن بالحصول على العواطف (ليس بالضرورة الجنس)، أن يلمسن التقدير، وليس "باستغلالهم"، وأن يعاملن بتقدير واحترام.

المرأة المحبة، تراقب ميولها في انتقاد زوجها أو استصغارا والاستخفاف به، خصوصًا أمام الآخرين، والزوج المحب، يراقب ميوله لكي لا يكون منتقدًا أكثر من اللزوم، فظ المعاملة وغير مكترث. لا يعتبرها أنها شيء فقط لقضاء رغباته الجنسية. الزوج المحب يكون متفهمًا لحساسية زوجته. سيتذكر أنه ربما تكون أكثر اهتمامًا منه في المحافظة على مستوى نشط من العاطفة، التي وُصفت بها علاقتهما في الماضي. سيبحث عن فرص تمكّنه من مدحها بطريقة لبقة، وأن يكون متفهمًا، عندما تكون تعبه ومضطربة. معظم النساء يرغبن بالحنان من أزواجهن. تريد أن تكون عزيزة لديه، وأن لا تُعتبر متاع (شيء تملكه). فالإساءة اللفظية، أو  الجسدية للمرأة، شيء ثقيل لا يطاق، لا يوجد أي عذر لذلك.

ربما يكون من الأفضل لو جلس الزوجان معًا، بهدوء وتفكير عميق، من أجل بحث كل ما سبق من المواضيع. في الواقع تجد أن معظم النساء يرغبن بأن يجلس زوجهن معهن ويشاركهن الحديث، خصوصًا بالأمور الخاصة. ربما تبدأ بالبحث معًا عن "كيف نعمُّق حبنا لبعضنا البعض". 

يمكن اعتبار الملاحظات التالية:

  1. كيف يمكن إظهار المحبة تجاه شريك حياتي؟
  2. كيف أتوقع أن تكون المحبة لي؟
  3. ما هي العثرات التي يجب إزالتها؟ مثلاً: " لا نعطي وقتًا للتحدث أحدنا للآخر."  أو، "دائمًا عند دخولي باب البيت تثقلني بطرح مشاكل اليوم التي حصلت معك."  اتفقا سلفًا بأن لا تستعملي هذا الأمر لبدأ سلسلة جديدة من الشجار الكلامي، أو إعطاء الأعذار. أصغ فقط وبكل تفهُّم، حتى لو كنت لا توافق على ما يقال.
  4. هل حبك أصلاً موجهًا لمنفعة الشخص الآخر بطريقة بناءة؟ أم هو أناني لمنفعتك أنت فقط؟
  5. هل يُظهر حبك بوضوح الدليل على تضحيتك الشخصية؟ نحن لا نتكلم عن النقود هنا.
  6. هل أنت عازم على العمل لتحسين أسلوب المحبة تجاه شريكك، أم تتكلّم فقط؟
  7. هل أنت مستعد للتوقف عن محاولة تصليح الأمور التي لا يمكن تصليحها الآن؟ هل يمكنك المسامحة من كل قلبك وأن تبدأ بالسير معًا ليوم أفضل؟

باختصار، فإن الدعوة لمحبة واحد الآخر في الزواج، في أسمى المستويات والطرق، يتطلّب قوة من الله تمكننا من ذلك. إن هذه القوة ستكون بمتناول من هم خاضعون لإرادته،  ويسعون لإرضائه. يجب أن يكون دافعك محبة المسيح المضحية من أجلك. وإلا ستكون كل محاولة مستحيلة بمجهوداتك.

يُتّبع



زواج وبيت أفضل جزء 2
اذهبوا وتلمذوا 30 يناير 2025