أعزائي الشباب والشابات، رأينا في العدد السابق، بعض الملاحظات الهامة، التي يجب الانتباه إليها قبل عملية اختيار شريك الحياة، وفي هذا العدد نستكمل حديثنا عن بعض المبادئ، التي تساعد في اتخاذ القرار السليم.
أولاً: افهم أولاً ماهو الزواج:
يقول الكتاب المقدس:
«مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. 6إِذاً لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللَّهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ» (متى 19: 5و6) وأيضًا (تكوين 24:2؛ مرقس 7:10؛ أفسس 31:5).
تحتوى الآية السابقة، على ثلاثة أفعال محورية:
- الاستقلالية عن الاهل (يترك)
- الالتزام كلاً بالآخر (يلتصق)
- تأسيس العلاقة الحميمة بالشريك (يكونا جسدا واحدًا).
ما هو المعنى الحقيقي للزواج؟
- هـو خروج، من دائرة الذات، إلى عالم العطاء والمسؤولية، إلى حياة النضوج والانضباط.
- هو دخول إلى أرض جديدة، امكانات جديدة، صعوبات جديدة، مسارات جديدة.
- الاتحاد: وهو سر نجاح الزواج.
لذلك كن واقعيًا في رسم صورة الزواج، كن متزنًا في تصوراتك عن الزواج، لا ترسم صورة وردية دائمًا، ولا صورة سلبية دائمًا، بسبب مشاكل عائلية سابقة، سواء للوالدين، أو لمتاعب أخ أو أخت كبيرة.
ثانيًا: اعرف نفسك جيدًا:
وبناء على ذلك، حدد ملامح الشريك الآخر، كن صادقًا مع نفسك.
تذكر أن: الغش= الاختيار الخطأ= الحكم بفشل الزواج من بدايته.
اختر النظير لنفسك الحقيقية، وليس للصورة المزيفة التى ربما تقدمها للناس.
حدد ملامح الشريك الآخر، مثل:
- السمات المميزة: مثل السن، الشكل، المستوى الاجتماعي والمادي.
- السمات الشخصية: مثل الكرم – البخل، الرومانسية – العقلانية، العصبية – الوداعة، الخجل – الأقدام، الانفتاح – الانغلاق، قائد – تابع.
- السمات الروحية: مثل مؤمن ، متدين، خادم، الفكر، المستوى التكريسي، الطموحات الروحية.
كما أن هناك بعض الأسئلة، التي يجب أن تحرص كل فتاة ان تسألها، قبل اتخاذ قرار الارتباط، منها: هل عمل الشاب الذي يريد الارتباط، هاديء أم يحتاج إلى مجهود، عضلي، ذهني، ...؟ هل هو حر التصرف بعد انتهاء ساعات العمل المحددة؟ أم يجب أن يكون مستعدًا للعمل في كل لحظة، ولا يشعر مطلقًا بأن له وقتًا خاليًا يتصرف فيه كيف يشاء؟ وهل تستطيع هي أن تحتمل ذلك، أم أن هذا فوق طاقتها؟ هل يقوم بعمله في مكان واحد؟ أم يضطر أحيانًا إلى السفر لمسافات طويلة، وأوقات كثيرة، بعيدًا عن بيته؟ ماذا عن المفتش والبحّار، والواعظ المتفرغ من عمله، والكثير التجوال، هل يناسبها أحد هؤلاء، أم خير لها أن تتنحى عن ذلك إذا لم تحتمله، ليتحمله غيرها؟
ثالثًا: اختر الوقت المناسب:
فماذا عن السن المناسب للارتباط؟
مدى ووقت توافر الحد المناسب للأمور المالية.
مدى نضج الشخصية من الناحية الروحية والنفسية. لا يُنصح بالزواج لحديثي الإيمان، حتى تستقر حساباتهم.
احذر الارتباط للهروب من الظروف، أو كَرَد فعل لعلاقة فاشلة مررت بها.
رابعًا: اختر من المكان المناسب.
إذا كنت مؤمن حقيقي، اجعل اختيارك قاصرًا على دائرة الإيمان، تذكر قول الكتاب:
"لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ (2 كورنثوس 6: 14).
خامسًا: اختر الشخص المناسب:
اختر بعقلك: العقل أولاً قبل العواطف، لأن العواطف تلغي العقل، وتجعل الاختيار خطأ. وكلما زاد ارتباطك بالكتاب المقدس، كلما ساعدك ذلك في ضبط الفكر، في هذا الأمر. اختر من يتوافق مع فكرك، فكلما زاد الشبه، زادت فرص نجاح الزواج. تذكر أن الزواج لا يصلح أن يُبنى على التضحية المطلقة، بل على التناظر.
اختر من يتوافق اجتماعيًا معك. قال أحدهم: "لا يمكن أن نتصور إنسانًا عاقلاً يغفل عن أنه عندما يقترن بزوجة، فإنه يرتبط أيضًا بكامل أسرتها، من جهة السمعة، الأمراض الوراثية، أخلاق أفراد عائلتها، والتي حفرت عميقًا في حياة زوجته، وتؤثر حتمًا في نسله في المستقبل". وقال آخر: "إن ارتباطك بعائلة بالزواج، إما أن تضع نفسك في وجه المدفع، في وجه عائلة متعبة أو مشاكسة، أو تربح عائلة، تصبح أنت ابنًا جديدًا عزيزًا من أبنائها، كما أن أسرتك تربح بنتًا جديدة عزيزة تُضاف إلى عِداد بنيها وبناتها.
اسأل قلبك:
(تكوين 24: 58) " فدعوا رفقة وقالوا لها: "هل تذهبين مع هذا الرجل؟" فقالت: "أذهب".
اسأل المؤمنين، الذين تثق بهم:
مشاركة مؤمنين آخرين، يتمتعون بالثقة، والخبرة، يساعدك كثيرًا، ولا سيما إذا كانوا يشاركونك الصلاة لأجل الأمر، ويفضل أن يكونوا على علم الشريكين.
اسأل الرب:
لا تتعجل في أخذ القرار قبل الراحة الكامل. خصص وقت كافي للصلاة والصوم لأجل الأمر.
راقب الظروف:
قد تكتشف بعض الأمور، قبل الخطبة أو الزواج، لا تتجاهلها، ومن ناحية أخرى لا تتردد بصورة غير مقبولة، فالأمر يحتاج إلى اتزان وحكمة، هناك بعض الأمور يمكن اصلاحها أو تجاهلها، وهناك أمور يجب مواجهتها، والبت فيها.
والرب معك.
اختيار شريك الحياة جزء 2