تخطي للذهاب إلى المحتوى

الجبار الذى أذله المقص

30 يناير 2025 بواسطة
الجبار الذى أذله المقص
اذهبوا وتلمذوا

منذ سنوات طويلة، كنت أشارك في خدمة مسيحية، في مكان ما، به تجمع كبير من الناس. وبينما أنا أتجول، توقفت أمام مشهد. شخصًا يصرخ بأعلى صوته: "اقترب.. اقترب، لترى شمشون القرن الحادي والعشرين!". فاقتربت لأنظر، اشتريت تذكرة، لكي أستطيع الدخول والمشاهدة. تخيلت لبرهة ما قد أراه، منظر شخص، قوي البنية، طويل القامة، حاد المنظر، لأني ربطت هذا الاسم، بما أعرفه عن شمشون المذكور في الكتاب المقدس، انتظرت قليلاً حتى يظهر ذلك الشخص.

أخيرًا ظهر هذا الشخص على المسرح. لكنه كان شخصًا عاديًا، كبير السن، يبدو عليه التعب، لا يستطيع حتى المشي. تحيرت، هل هذا هو شمشون القرن الحادي والعشرين؟  لكني عرفت أن هذه الفقرات إنما للتجارة والاستعراض الكاذب. ليس فيها حقيقة، وإنما كلام وإعلان لجذب الحضور للدخول، وربح المال، فحزنت على تلك الجنيهات القليلة التي دفعتها!  لكني أكملت سيري، متحدثًا مع أشخاص ممن حضروا، عن شمشون الحقيقي، الذي جاء ذكره في الكتاب المقدس، وكيف فعلت به الخطية وأذلته، لأنه تهاون معها.

جاءت قصة حياة شمشون في الكتاب المقدس في (قضاة 13-16)، ومعنى الاسم "شمس". وهو ابن لمنوح، ولقد استخدمه الرب ليقضي لبني اسرائيل مدة عشرين سنة، وهو آخر قاضٍ يذكر في سفر القضاة، وهو أحد أبطال الإيمان الذين جاء ذكرهم في (عبرانيين 11). لقد اشتهر بالقوة الخارقة، حتى عرّفه الناس بـ "شمشون الجبار".  كان شمشون نذيرًا للرب من بطن أمه إلى يوم موته (قضاة 13: 7)، ولقد كان عليه أن يخضع لشروط معينة باستمرار، فهو شخص مفرز بالكامل للرب، لكنه تهاون مع الخطية، لم يحافظ على شروط حياة النذير، فأذلته الخطية.

دروس من حياة شمشون:

  1. احذر من حروب إبليس المتنوعة، لقد تعامل إبليس مع شمشون بأشكال مختلفة، تارة في شكل قوة معادية، وتارة في شكل حرب باردة، وناعمة. (1 بطرس 5: 8 ؛ 2 كورنثوس 11: 14 ؛ يعقوب 4: 7).
  2. لا تتهاون مع الخطية، وتتجاوب معها (قضاة 16: 6، 10، 13، 18).
  3. لا ترفض مشورة الوالدين، قد يكونا على دراية بأمر لا تعرفه أنت، ناقش. (قضاة 14: 1-3).
  4. اخدم الرب في محيط معيشتك، وأنطلق إلى أماكن أبعد (قضاة 13: 25).
  5.  لا تجلس في مكان لا يليق بك، وتشارك الآخرين في كلماتهم وأفعالهم، وتفضي بكل أسرارك لهم (قضاة 14: 12 ، 16: 17).
  6. عِش بتعفف، واضبط عواطفك، فالعلاقات العاطفية يمكن أن تعمي، وتجعل الشخص يفعل أمور، لم يكن يتخيل قط أنه يفعلها ذات يوم ( قضاة 14: 1-4)، ولا عجب أن كلمة الله تحذر المؤمن على عدم ارتباطه بغير المؤمن (2 كورنثوس 6: 14).
  7. لا تسيء استخدام مواهبك، حتى الروحية منها، بسبب الأهداف الشخصية، فبدون التعفف يصبح المؤمن صاحب الامكانيات الهائلة، ضعيفًا كشمشون.



الجبار الذى أذله المقص
اذهبوا وتلمذوا 30 يناير 2025