تخطي للذهاب إلى المحتوى

تيموثاوس

الشاب الراعي والتلميذ المخلص
30 يناير 2025 بواسطة
تيموثاوس
اذهبوا وتلمذوا

يُعَد تيموثاوس واحدًا من الشخصيات المؤثرة في العهد الجديد، وهو معروف بكونه تلميذ بولس الرسول، ورفيقًا مُخلصًا له في رحلاته التبشيرية.

برز اسم تِيمُوثَاوُس من خلال رسالتي بولس الموجهتين إليه، و اللتين تكشفان عن شخصيته ودوره الحيوي كقائد شاب في فترة الكنيسة الأولى. 

خلفية تِيمُوثَاوُس

وُلد تِيمُوثَاوُس في مدينة «لِسْتِرَةَ» في منطقة ليكأونية. وكان من أصل مختلط، إذ كانت أمه يهودية تُدعى «افنيكي»، بينما كان والده يونانيًا (أعمال الرسل 16: 1). هذه الخلفية الثقافية المزدوجة؛ جعلته قادرًا على التواصل مع كلٍ من اليهود والأمم، مما ساعده في خدمته التبشيرية لاحقًا. ويظهر من العهد الجديد أن تِيمُوثَاوُس تربى على الإيمان من خلال تأثير والدته وجدته، اللّتان غرستا فيه تعاليم الكتاب المقدس منذ نعومة أظافره (2 تيموثاوس 1 : 5).

دعوة تِيمُوثَاوُس

تعرّف تِيمُوثَاوُس على بُولُس الرسول خلال إحدى رحلاته التبشيرية في منطقة لسترة (أعمال 16 : 1-3). أعجب بولس الرسول بإيمان تِيمُوثَاوُس ، وشهادات المؤمنين عنه، فقام بدعوته ليكون رفيقه في حلاته في رحلاته التبشيرية. قَبِل تِيمُوثَاوُس الدعوة، وترك منزله، لينطلق في رحلة الخدمة مع بولس. 

خدمة تِيمُوثَاوُس مع بولس

كان تِيمُوثَاوُس مُرافقًا لبُولُس في العديد من الرحلات التبشيرية، وساهم في تأسيس ودعم الكنائس في مختلف المدن. كان بولس يثق فيه، لدرجة أنه أرسله ليقوم بنفس مهامه، في الكنائس التي كان من الصعب على بولس زيارتها شخصيًا. في رسالة بولس إلى أهل فيلبي، يشير بولس إلى تيموثاوس كابن روحي له، مشيدًا باخلاصه وتفانيه في العمل (فيلبي 2: 19-22).

قيادة تيموثاوس في أفسس

أحد أبرز المهام التي قام بها تيموثاوس، هي المهمة القيادية للمجتمع المحلي لكنيسة أفسس، وتنظيم الأمور الروحية هناك، تلك الكنيسة التي سبق وقام بتأسيسها بولس الرسول. لقد كان هذا تحديا كبيرًا لشاب في مثل عمره، خصوصًا في ظل التحديات اللاهوتية والتنظيمية التي واجهتها الكنيسة في تلك الفترة. لذلك، كتب بولس رسالتين إلى تيموثاوس هما مصدر مهم لفهم شخصية تيموثاوس وأسلوب خدمته. 

في الرسالة الأولى، يعالج بولس بعض المسائل العملية والتنظيمية للكنيسة، ويوجه تيموثاوس إلى كيفية التعامل مع المعلمين الكذبة، وتنظيم العبادة، وتعيين القادة الروحيين (1 تيموثاوس 4: 12-16). ولقد حثّه بولس الرسول على أن يكون قدوة للمؤمنين في الكلام والسلوك والمحبة والإيمان والطهارة.

في الرسالة الثانية، التي كُتبت أثناء فترة سجن بولس في روما، يظهر القلق الأبوي لبولس تجاه تيموثاوس. شجّعه بولس على أن يبقى ثابتًا في إيمانه رغم الاضطهادات والصعوبات، ويحثه على عدم الخجل من الشهادة للمسيح (2 تيموثاوس 1: 7-8). تعتبر هذه الرسالة واحدة من أكثر الرسائل المؤثرة لبولس، حيث يظهر فيها الحب العميق بينه وبين ابنه الروحي تيموثاوس.

شخصية تيموثاوس وتأثيره.

تميز تيموثاوس بشخصية متواضعة ومخلصة، وهو ما جعله قائدًا محترمًا رغم شبابه. وعلى الرغم من التحديات التي واجهها، سواء في الداخل أو من الخارج عبر الاضطهاد، بقي تيموثاوس مخلصا للرب يسوع. إيمانه الثابت وشجاعته في مواجهة الصعوبات، جعله مثالاً يُحتذى به للقادة الشباب في الكنيسة، فهو يعتبر نموذجًا للقادة الروحيين، الذين يواجهون التحديات بإيمان وشجاعة. إن إرثه لا يزال حيًا من خلال الإرشادات التي قدمها بولس له، والتي يستفيد منها القادة المسيحيون حتى اليوم.

آمين.




تيموثاوس
اذهبوا وتلمذوا 30 يناير 2025